الثلاثاء، 19 يوليو 2016

نعم يمكننا ذلك


 
اتخذت بلادنا قرار تنظيم القمة ىالعربية في ظرفية وجيزة لا تتماشى مع أجندة تنظيم القمم والمؤتمرات الدولية التي تبدأ الدولة المستضيفة التحضير لها منذ انتهاء القمة السابقة لاعتبارات عديدة: أمنية وسياسية تتعلق بطبيعة المواضيع المثارة لتعقد العلاقات الرابطة بين البلدان العربية، سياسيا وأيديولوجيا ودينيا (طرقيا، ومذهبيا)، ... وبالتالي تبقى الدولة المستضافة تسبح في بحر من الخلافات والتناحرات بين اللوبيات العربية رغم وجود تنظيمات تضم بعضها إقليميا، ولكن حتى في الإقليم الواحد نجد خلافات عديدة أكثرها يرتبط بالايديولوجية وبشخصية الحاكم، تعقد الوصول إلى أي حل يساعد الشعوب العربية في تخطي نكبتها بل عقدتها في التطور والقيادة والديموقراطية.
   وسواء أأخذت بلادنا القرار عن وعي بهذه المشاكل وغيرها أو عن جرأة وجهل لها بعقدة عدم احتضان العرب ولو لمرة في إحدى قمهم التي كثيرا ما باءت بالفشل، فإن نجاحنا في هذا الامتحان بالتحضير الكامل أو فشلنا فيه من غيره ليس مربوطا بتجربتنا في هذا المجال، فكثيرا ما تم التحضير لأمور أقل شانا ولم يوفق صاحبها في تحقيق الغاية، وكثيرا ما كان الارتجال وعدم الجاهزية خلاف ذلك. إذن علينا ان لا نربط نجاح أو فشل القمة بالتجربة، وإنما بالهمة والقدرة على انتقاء الحلول المتاحة تماشيا مع مركزنا دولة ذات وضعية ومركز دون المتوسط، ولست هنا أنتقد وإنما أصف حالة:
"قال السهل بن هارون: لو أنّ رجلين خطبا أو تحدّثا أو احتجاّ أو وصفا وكان أحدهما جميلا جليلا بهيا، ولبّاسا نبيلا، وذا حسب شريفا، وكان الآخر قليلا قميئا، وباذّ الهيئة دميما، وخامِل الذكر مجهولا، ثم كان كلاهما في مقدار واحد من البلاغة، وفي وزن واحد من الصواب، لتصدّع عنهما الجَمْع وعامّتُهم تقضي للقليل الدّميم على النيل الجسيم، وللباذ الهيئة على ذي الهيئة، ولشغلهم التعجّب منه عن مساواة صاحبه به، ولصار التعجُّب منه سببا للعَجَب به، ولصار الإكثار في شأنه عِلّة للإكثار في مدحه، لأن النفوس كانت له أحقر، ومن بيانه أيأس ومن حسده أبعد. فإذا هَجَموا منه على ما لم يكونوا يحتسبونه، وظهر منه خلاف ما قدّروه، تضاعف حُسن كلامه في صدورهم، وكبُر في عيونهم، لأنّ الشيء من غير معدنه أغرب، وكلّما كان أغرب كان أبعد في الوهم، وكلّما كان أبعد في الوهم كان أطرف، وكلّما كان أطرف كان أعجب، وكلما كان أعجب كان أبدع" (البيان والتبيين، ج1: 89-90)
  لقد اطلت في نقل هذا الخبر بحذافره على الرغم من إمكانية الاعتماد على جزء من الجملة الاخيرة التي تلخص الخبر باكمله والمتمثلة في أن الشيء من غير معدنه أغرب، أبعد في الوهم، أطرف، أعجب، أبدع؛ ولكنني قصدت أن أضمنه بحذافيره لكونه يلخص حالنا في هذه الظرفية وما أثير حول استضافتنا للقمة من قيل وقال كانت الكثير من المقالات التي نضحتها أقلام الموريتانيين عليها ردا تبريريا سواء كان الانتقاد داخليا أم خارجيا يتمثل في أهليتنا للحدث وقدرتنا على تنظيمه لأن كذا وكذا وكذا..... وإذا ما كان النص الجاحظي ينطبق على حالتنا فعلينا استثمارهفي الاستفادة منه، إذ اننا لسنا أقل شأنا ثقافيا وفكريا وأدبيا من سائر العرب إذا ما لم تجاوزناهم، فقد ابتعدنا عليهم في حرية الصحافة والديموقراطية أشواطا دون أن نصل إلى كعب تركيا في هذا المجال. إذن فلنوظف هذه المعطيات دون تكلف، بوقفة الرجل الواحد، ونبذ كل الفروق لاننا بوقفتنا هذه ننصر البلد لا الحكومة، هذا البلد الذي أنهكناه دون ان نقدم له أي شيء يذكر إلى أن أصبحنا أبناء غير شرعيين في حقه وحق تراثه العريق.، فبذلك ستنحت قمتنا بإذن الله على جبين التاريخ العربي.

  فهلم يا سادة لنصرة البلاد وللبرهنة على أنه لا فقط "في اللسان بيان اننا عرب"، بل ففي الضيافة أطيأ، وعلى حمل الهمو العربية أقد، وفي حل المشاكل العالقة أمكن، وفي جمع كلمتهم أنسب، وفي دفعهم إلى الوحدة ونبذ التفرقة أذكى وأشحذ، فالظروف مواتية، والوضعية مناسبة، ورؤيتهم لنا في الدونية مؤكدة فابهروهم أعزكم الله.
تابع القراءة Résuméabuiyad

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

الاحتجاج حق شرعي ووسيلته من وحي واقعه



   فن الاحتجاج متشعب كما وكيفا، معقد فهما وذوقا، متجدد وضعا ونهجا؛ وطرق التصدي للسياسيين الكبار والزعماء العظام، عند أنفسهم، كثيرة وضاربة في أعماق التاريخ: إذ ينقسم الإحتجاب إلى؛ فردي وجماعي ويوصف حسب سلاحه المتخذ سلميا كان أم حربيا. وإذا ما أردنا الحديث عن ظاهرة الاحتجاج التي فجرتها عندنا حادثة الصحفي الشاب الموريتاني الشيخ باي ولد الشيخ محمد سنعود إلى التاريخ البشري يمكن أن نلتقط أوجه قديمة عديدة تختلف حسب الوضعية والعصر والموقف.
   فمن ذلك نذكر حادثة ابني آدم إذ كان أحدهما يتعالى على الآخر؛ فاحتج بقتله لأنه لم يُتقبّل منه، ولأنه لا يريد تزويجه اخته. وكان احتجاج الآخر سلميا نستخلص ذلك من الرواية التالية:
"قال السدي - فيما ذكر- عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس – وعن مرة عن ابن مسعود – وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم: أنّه كان لا يولد لآدم مولود إلاّ ولد معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى وُلد له ابنان يقال لهما: قابيل وهابيل، وكان قابيل صاحب زرع وكان هابيل صاحب ضرع، وكان قابيل أكبرهما، وكان له أخت أحسن من أخت هابيل وإنّ هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه وقال: هي اختي، وُلدت معي، وهي أحسن من أختك، وأنا أحقّ أن أتزوّج بها.
   فأمره أبوه أن يزوّجها هابيل فأبى، وأنّهما قرّبا قُربانا إلى الله عزّ وجلّ أيّهما أحقّ بالجارية، وكان آدم عليه السلام قد غاب عنهما، أتى مكة ينظر إليها، قال الله عزّ وجلّ: هل تعلم أنّ لي بيتا في الأرض؟ قال: اللهم لا. قال: إنّ لي بيتا في مكة فأته. فقال آدم للسماء: احفظي ولدي بالأمانة، فأبت. وقال للأرض، فأبت. وقال للجبال، فأبت. فقال لقابيل، فقال: نعم، تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك.
  فلما انطلق آدم قربا قربانا، وكان قابيل يفخر عليه، فقال: إنا أحقّ بها منك، هي أختي، وأنا أكبر منك، وأنا وصي والدي. فلمّا قربا، قرّب هابيل جذعة سمنة، وقرّب قابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة، ففركها فأكلها. فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنّك حتى لا تنكح أختي. فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين. رواه ابن جرير.
   نستنتج من هذه القصة "وخيم عاقبة البغي والحسد والظلم" حسب ابن كثير، واصرار قابيل على قتل هابيل لأسباب عديدة ذُكر بعضها في ما رواه ابن جرير أعلاه.
  إحتجاج أخر تسبب في حرق مدينة طروادة وإن كان السبب المباشر ليس فقط خطف باريس لهيلين ملكة أسبرطة وإنما محاولة الملك منيلاوس السيطرة التامة على أقوى حصن وأغناه عند الإغريق أي مدينة طروادة التي جاءت قصتها أو بالأحرى قصصها في ملحمتي الإيلياذة والأوديسيه لهومروس. حوصرت طروادة لفترة دامت عشر سنين، وانتهى الحصار لما غضب أخيل للمرة الثانية، إذ كان سبب غضبه الأول وانسحابه من الحرب، ما دار بينه وبين الملك اجممنون حيث وضع يده على بيرسيس بنت أخ ملك طروادة وعشيقة أخيل فيما بعد؛ أما غضبه الثاني فبسبب قتل هكتور لابن عمه باتروكلس، إذ تشير الأسطورة إلى أن باتروكلس لما اعتزل أخيل الحرب أثناء غضبه على الملك، طلب منه أن يستعمل درعه وقناعه، ولما ارتدى ذلك ظن الجيش أن أخيل عاد إلى الحرب ففاض الحماس في الجنود واندفعو إلى محاربة جيش طرواده، فتحمس باتروكلس وطلب مبارزة هكتور ولكن هذا الأخير قضى عليه ظنا منه أنه أخيل؛ فكانت الدائرة على طروادة وقتل أخيل هكتور ولي عهد طروادة مبارزة. احترقت المدينة عن بكرة أبيها ومات أخيل، ومات منلاوس وبقي باريس وهلين وغيرهما ممن نجوا بمرورهم من الباب الخلفي.
نلاحظ من هذه القصة أن ردة الفعل المبنية على الطمع وعدم توضيح الدافع تودي بصاحبها إلى التهلكة.
   احتجاج آخر كان سببه جور الامبراطوريات وقياصرتها، فهذه روما تسعى إلى استلهام كل القوى العظمى التي سبقتها ومنها قرطاج، وهذا القائد حنبعل كاره روما وأسوء كوابيسها وكاسر هيبتها حتى أنه أصبح مثلا للخطر والشؤم في جميع المجالات، فعندما يخشى الرومان وقوع كارثة يقولون "حنبعل على أبوابنا". نقض حنبعل اتفاق حملقار مع روما على أن لا يتجاوز نهر الأيبرو، فتجاوزه واحتل ساغونتوم وهي مدينة مستقلة. بعد احتلاله للمدينة ذهب مسرعا لكي يغزو روما في عقر دارها في الحرب البونيقية الثانية آخذا طريق جبال الألب، فحقق انتصارات ثلاث كبيرة في معارك تريبيا وبحيرة تراسمانيا وكاناي، واحتل معظم إيطاليا في عقد ونيف، ولكنه عاد لما حول اسكيبيو الإفريقي الحرب إلى شمال إفريقيا وانتصر عليه في زامه. فانتهى أمر حنبعل قائدا عسكريا لا تزال الأكادميات العسكرية تدرس خططه إلى اليوم.
   احتجاج كان سببه الجور واستغلال العبيد بطريقة بشعة لا تتماشى ومركزية الانسان، من جهة، والتوق إلى الحرية والإنفلات من وحشية الرومان التواقون إلى الإحتفال بإراقة الدماء بين مدارس تمتلك عبيدا صناديد جبلوا على القتل من أجل النجاة بأنفسهم وشراء ذممهم للتحرر من براثين الزعامات الرومانية، كان من بين هؤلاء العبيد أو المستعبدين سبارتاكوس جندي روماني سابق امتنع عن محاربة بني جلدته ففر من الجيش ولحق به القائد فجلبه عبدا بيع لأحد المنازل التي تدرب العبيد بطريقة وحشية للقتال في الألعاب الرومانية الدموية.
   برز سبارتاكوس ذات يوم لما علم أن سيده الذي وعده بأن يجمعه بزوجته، هو من قتلها فقاد تمردا قللت روما من شأنه حتى تبين لها خطره وقوته وجبروته تنظيما وحنكة. استجاب العبيد لثورة مخلصهم في حرب الرقيق الثالثة، قضى سبارتاكوس ورجاله على فيلقين معتبرين من فيالق روما حتى دب الرعب واصبح سبارتاكوس هو شغل روما الشاغل ولكن دور العبيد الذين في قبضة الأسياد نالوا عذابا مبرحا خاصة عندما يذكر أحدهم اسم سبارتاكوس الذي تحرر بسببه مائة الف عبد.
   احتجاج آخر كان سببه طغيان كليبا وبغيه حتى أصبح يحمي الأراضي التي نزل فيها المطر فلا ترعى مراعيها ولا يحتدى في جنبه ولا توقد نار مع ناره ولا يستطيع أحد أن يغير على قومه إلا بإذنه ولا يستطيع أحد أن يمرّ بين يديه وإذا وردت إبله لا تستطيع إبل أن ترد معها، وكان يحمي مواضع الصيد، وكان له جرو إذا نزل في أرض فيها كلأ أطلقه فلا يستطيع أحد أن يرعى فيها إلا بإذنه، ولذلك أطلق عليه أعز من كليب وائل.
   سأل زوجته الجليلة بنت مرة ذات يوم هل تعلمين أحد أمنع مني ذمة، فسكتت، أعاد السؤال ثانية وثالثة فقالت له نعم: أخي جساس وابن عمه عمرو المزدلف؛ فسكت. ثم في مرة وهي تغزل رأسه فقال لها من أعز وائل قالت أخواي جساس وهمام، فخرج غضبان فرأى السراب ناقة البسوس أو ناقة سعد بن شمس الجرمي وهو جار للبسوس التي كانت نازلة في جوار ابن أختها جساس ابن مرة.
   رمى كليب فصيل الناقة بسهم فقتله، ويعد ذلك إهانة بالغة عند العرب، ولكن بنو مرة صبروا على هذه الإهانة؛ أعاد كليب السؤال مرة أخرى ما أعز وائل فردت عليه بنفس الإجابة؛ فسكت وخرج. ولما مرت به إبل جساس وكانت فيها ناقة البسوس؛ أمر كليب غلامه برميها من ضرعها. فلما رأت البسوس ما حصل لناقتها صاحت وا ذلاه، حاول جساس استرضاءها وتعويضها الناقة ولكنها أبت ونظمت أبيات:
لعمري لو أصبحت في دار منقـــــذ          لما ضيم سعد وهو جار لأبياتـــــي
ولكنّي أصبحت في دار غربـــــــــة          متى يعد فيها الذنب يعد على شاتي
فيا سعد لا تغرر بنفسك وارتحــــــل          فإنّك في قوم عن الجار أمـــــوات
ودونك أذوادي فخذها وإنّـــــــــــــني          لراحلة لا تغدروا ببنياتـــــــــــــي
   استفزت هذه الأبيات جساسا فقال لها اسكتي إنني سأقتل جملا أعظم من ناقتك. ومن المعروف أن انتهاك حرمة الجار من أعظم الخطايا عند العرب.
   بعد هذه الأحداث ارتحلت قبيلة بكر وتغلب من منازلها، ولما وصل بنو بكر إلى نهي اسمه شبير، أجلاهم كليب عنه؛ فارتحلو إلى الأخص فاجلاهم كذلك، ثم مروا على بطن الجريئ ففعل معهم الشيء نفسه، ثم رحلوا إلى الذنائب فتبعهم كليب وقومه حتى نزلوا عليهم، فجاءه جساس وأحد بني عمومته يقال إنه عمرو المزدلف وقالا له لقد طردت أهلنا حتى كدت تقتلهم، تطور بينهم جدال فطعنه جساس بالرمح كانت سبب موته استجار كليب بعمرو أن يناوله شربة ماء ولكن عمرا امتنع.
   وعمرو هذا هو الذي قيل فيه المثل: "المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار". كان قتل جساس لكليب هو السبب المباشر للحرب التي دامت أربعين سنة حسب البعض انطلقت سنة 496، وقيل 498 م. خلدت الحرب أياما عديدة إلى أن قتل جساس ولكن التغلبيون انهزمو يوم تحلاق اللمم فأسر الحارث المهلهل ولكنه تمكن من خداعه إذ لم يكن الحارث يعرف المهلهل. فقال له الحارث دلني على المهلهل قال ولي دمي قال له: لك دمك، قال له ولي ذمتك وذمة أبيك قال نعم؛ قال له هو أنا. قال له دلني على كفئ لبجير فقال له مهلهل لا أظنه إلا امرؤ القيس بن أبان التغلبي، فأطلق الحارث المهلهل، وحمل على امرئ القيس وقتله. ذهب المهلهل إلى اليمن لأنه لم يستطع نسيان ثأر أخيه كليبا وأمر قومه بالصلح مع بني عمومتهم، ودارت به الأيام غريبا؛ وأجبر على أن يزوج ابنته سُليمة بنت المهلهل عنوة وكان مهرها من أدم. فأنشد المهلهل بكائيته الشهيرة:
أنكحها فقدُها الأراقم فـــــــي        جَنَبٍ وكان الحباء مــــــــن أدم
لو بأبانَيْن جاء يخطبهــــــــا          ضُرّج ما أنف خاطب بــــــدم
هان على تغلب بما لـــــقيت        أخت بني الأكرمين من جشـــم
ليسوا بأكفائنا الكـــــــرام ولا        يغنون من عيْلة ولا عــــــــدم
هذه القصيدة لما وصلت إلى تغلب وبكر نسوا الحرب والثأر وأنفوا فأنجدوه وأسروا زوج ابنته وعاد المهلهل إلى دياره ولكنه أشعل الحرب من جديد. أُسر المهلهل وأَحْسن إليه عمر بن مالك في أسره، ولكن المهلهل شرب يوما وذكر أبياتا تذكر فيها كليب وقتلى تغلب فلما سمع عمر بن ملك غضب وحلف أن لا يشرب عنده المهلهل خمرا ولا ماء حتى يرد الخضير، والخضير فحل إبل لا يرد إلا في اليوم السابع، فقال له قومه بئس ما حلفت وأرسلوا رجالا على الخيل فأحضرو خضيرا بعد ثلاثة أيام ولكن المهلهل مات من الظمأ.
  وكان الحارث بن عباد قد اعتزل هذه الحرب ومن المأثور عنه المثل المشهور "هذه الحرب لا ناقة لي فيها ولا جمل". ولكنه دخلها لما قتل المهلهل ابنه بجيرا إذ جاء يطلب الصلح بعد أن جاء البكريون إلى الحارث طلبا للنجدة.
   وعندما أدركت تغلب أن الدائرة دارت عليهم بعد أن دخل الحارث الحرب أدخلت رجلا في سرب تحت الأرض على طريق الحارث وأمرته بأن ينشد هذا البيت عند مروره:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنـــــــــــا          حنانيك بعض الشر أهون من بعض
ففعل الرجل ما طلب منه فقيل للحارث "قد بر قسمك فأبق بقية قومك"، ففعل فانتهت الحرب.
   ومن أوجه الاحتجاج ما دار في شرببه؛ فعندما بدأت حركة الفقيه الشاب ناصر الدين الشمشوي الديماني تغلق قبائل المغافرة أو القبائل الهلالية التي اكتسحت شمال إفريقيا والمشرق قبل ذلك كمصر والعراق- قادمة من نجد- من أجل بعث أمجاد دولة المرابطين. ويبدو أن بني حسان التي يقال أنها حاولت تفادي قبائل تشمشة لم يرق لها ذلك. فلما دخل فيها أحد من مانعي الزكاة حمته، ومن اللفت للانتباه أن عمر لما قال لأبي بكر الصديق أثناء حروب الردة "كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه فقال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق ". "أينقص دين الله وأنا حي؟ !".
  أصر الصديق على قتال المرتدين رغم صعوبة الظروف، فالصحابة في حالة حزن والجيوش غير جاهزة، فقد كانوا حسب ابن الزبير: "كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية، لفقدهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقلّتهم وكثرة عدوّهم". ولكن كمال الدين والمحافظة على شريعة الله كما كانت عند الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الأساس عند الصديق وغيرها لا عبرة به، فكانت حروب الردة التي حفظ بها الله الدين وكسر على إثرها شوكة القبائل الباغية. فينبغي أن تكون هذه الكلمات ميسم نمط حياة الصحابة والتابعين وتابعيهم، لا مجرد كلمات صلحت لفترة أبي بكر الصديق فقط. هنا يكمن بغي بني حسان ودخولهم الحرب انتصارا لمانع الزكاة رغم انتصارهم في الحرب التي دامت ست سنين من 1671 إلى 1676. وانهوها بشروطهم المعروفة.
   ومن أوجه الاحتجاج في الفترة المعاصرة يمكن إدخال الحربين العالميتين؛ وجميع حركات التحرر في العالم بالإضافة إلى جميع أنواع الاحتجاج السياسي والاجتماعي بالإضافة على الشرارة التي انطلقت من تونس واكتسحت شوارع العالم، ولكننا هنا بما أننا نسعى إلى تحديد أوجه الاحتجاج التي شوهدت في العالم الإسلامي الشرقي والمسيحي الغربي سنقتصر على الاحتجاج السياسي سواء أكان ذلك متعلقا بشخص مهما كان مركزه أو بحكومة أو بعض أفرادها.
   ولكن هناك أسلوب قديم جديد يبدو أنه أصبح وسيلة احتجاجية مؤثرة لما تشير إليه الوسيلة المتخذة من إحراج للمحتج في الحاضر "الحذاء"؛ ورمزية للترحال والانتقال وما يتضمن ذلك من دلالة على الموت عند بعض الشعوب الأوروبية التي تقوم بوضع حذاء الميت إلى جانب سريره رمزا للغياب الأبدي. خلافا لذلك فقد كان قدم الفتاة الصينىة دلالة على عفتها وبالتالي فحماية قدمها بالحذاء من أعين الرجال تعكس طهارتها. ويقال إن الملكة الإسبانية لما سقطت من فوق جوادها وعلق قدمها في السرج وذعر الحصان وقام بالركض ذهل الجميع لأنهم غير قادرين على تخليص قدمها من السرج، ولما تقدم شاب وخلصها، كانت مكافأته أن سُجن في أحد الأديرة تكفيرا لفعلته في انتظار العفو الملكي[1]. ويبدو أن للأقدام رمزية كبيرة في الثقافة الهندية. وقد شاع بيننا حديث وصف بالضعيف وعدم إمكانية نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو أنّ "الجنة تحت أقدام الأمهات".
   لقد جردت الأحذية من كل هذه الدلالات وحلت محلها دلالة جديدة لما استعمل الرشق محل معنى السكون والاستتار الذين كان معنيين أساسيين للقدمين والحذاء؛ في الحادثة التاريخية للصحفي العراقي منتصر الزيدي فكان المعنى الجديد بطوليا تمثل في إهانة عظمة وجبروت بوش وفضح تذلل وعمالة المالكي في لحظة كانت احتفالية بانتصارهما المزيف في العراق. فأخذ الحذاء رمزه الجديد من هناك، إذ أصبح سلاح الرافض لسلميته وإنزال للمتجبر من صهو غروره إلى سفح المهانة والشقاء. فقد لخص حذاء منتظر كل شيء؛ الكذب الأمريكي حول أسلحة الدمار الشامل التي اعتبرت سببا للعدوان على العراق، والتي تهدد وضعية تومي بلير هذه الأيام، وكذلك ادعاء انتصارات هزيلة لا زال ارتجاجها يدمر العراق إلى يوم الناس هذا؛ في حين لم يكن توقيت رمي وزير الثقافة بالحذاء بالدقيقة المطلوبة خاصة أن الكذب لم يبدأ بعد على الرغم من فهم الحكومة للدرس الجديد المتمثل في أن ادعاءات الحكومة وكذبها وتزلفها لم يعد له مكان لدى الرأي العام.
  فمنتظر الزيدي لما استحضر كل الأمور المذكورة، المضرجة بالدم والدمار، وبرزت له وضعية العراق الجديد عراق بريمر والمالكي وإيران قام بعمليته البطولية التي رفعت من قيمته في النفوس ورفعت من أسهم بيع كتاب "رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن" على الرغم من أنه نشر قبل الواقعة البطولية.
  ومن الثابت أن منتظر ليس هو أول من سن عملية الإحتجاج بالحذاء وإنما سبقه في ذلك السكرتير العام للحزب الشيوعي خورتشوف احتجاجا على خطاب الرئيس الفلبيني اعتراضا على مطلب تحرير دول أوروبا الشرقية من السيطرة الروسية، ولكن الفرق بين خورتشوف ومنتظر أن الأول ضرب بحذائه منصة مجلس الأمن احتجاجا على التخل في الشؤون الروسية متأكدا من أن الفكرة ليست فلبينية وإنما مملاة عليها، فما فائدة الفلبين من تحرر أوروبا الشرقية. ومنتظر احتج على الغبي الأمريكي بوش الابن والغطرسة الأمريكية المحتلة لبلده المدمر في لحظة شانبانيا لدى بوش وحلفه الشيطاني فلم يضرب منصة قاعة المؤتمر الصحفي وإنما نصب الأنفة الأمريكية والعمالة العراقية شارة أحذيته فعظم شأنه في النفوس وأصبح احتجاجه مهد الاحتجاج بالأحذية.
   يبدو أن الرأي العام العالمي تلقى الحادثة بالقبول لما جنته أمريكا من ظلم وتجبر وقتل ودمار وزرع للأحقاد في العراق. فبعد أقل من شهرين لاقت الصين وإسرائيل وصندوق النقد الدولي نصيبهم من الأحذية في الجامعات: جامعة كامبردج حيث حادثة رئيس الوزراء الصيني؛ وستكهولم السفير الإسرائيلي؛ واسطنبول حيث حادثة دومنيك ستروس خان.
  ثم دخلت الهند عن طريق وزير داخليتها حيث رماه صحفي هندي بحذائه، وتكررت الحادثة في شتى أنحاء العالم على الرغم من أن بعضها ليس احتجاجا وإنما قلة أدب مع بعض الشخصيات العظام حسدا وضغينة كما وقع لأردوكان في اشبيلية من طرف سوري كردي؛ إلى أن وصلت الظاهرة إلى موريتانيا عن طريق أحد مناضلي 25 فبراير الصحفي الشيخ باي ولد الشيخ محمد عندما هتف في وجه وزير الثقافة والصناعات التقليدية والناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية: "وزير الكذب" ورماه بحذاء سمع صوت ارتطامه بالحائط دون أن يتجه صوب الوزير أو تلتقطه الكامرا.
  ويبدو أن رجال الأمن هبو على الصحفي الشاب بعنف لدرج سمع معها أنينه في الفيديو المنشور على اليوتيوب، وقد توجهو به وجهة غير معلومة وقيل إنه أدخل السجن وقد حددت له جلسة غدا الأربعاء بتهمة ارتكاب جنحة.
  وقد بدأ البعض بسحب البساط من تحت الصحفي الشاب الشيخ باي ولد الشيخ محمد، إذ كتب المدير الناشر لموقع ديلول سابقا السيد ماموني ولد مختار في مواقع عديدة، بعد ما شنع وندد بظاهرة الإحتجاج نافيا عنها صفة الأخلاقية، أنه سيباشر الإجراءات القانونية لسحب الموقع من الشيخ باي إن ثبت لديه أنه استغل صفته صحفيا في موقع ديلول، لأنه يكون بذلك "قد أخل بصورة فاضحة وواضحة بشرط التنازل".
  وقد انتقده الأستاذ ولد اشدو انتقادا لاذعا وصفه بالمقلد وأنه خرج بخفي حنين متهما إياه بأنه "لم يتصرف عن قناعة وإيمان بقضية وطنية أو قومية أو إنسانية مقدسة؛ بل كان ضحية الشحن التحريضي الرجعي الرخيص ضد شعب، وضد أمة عرفت طريقها واختارته بوعي وسارت فيه تتحدى المخاطر والعقبات وتسطر الأمجاد الواحد تلو الأخر".
يحي الصغير




- أنظر خرستو نجم 2008: رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن.[1]
تابع القراءة Résuméabuiyad

الأربعاء، 6 يوليو 2016

تقرير جون تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق البريطانية


   
    توصل جون تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق البريطانية إلى أن تدخل ابريطانيا في حرب العراق غير قانوني وإنما سعى توني بلير إلى إدخال بريطانيا في الحرب رغم وجود معارضة قوية من غالبية الشعب البريطاني ولكن بلير استعمل كل قواه من أجل شن الحرب على العراق التي راح ضحيتها مليون شخص حسب مجلات طبية عديدة منها مجلات ابريطانية. وقد حشد الأرعن بوش الابن حوله تحالفا كبيرا رغم معارضة بعض الدول الأوروبية فرنسا وألمانيا إلى حد ما . وقد دخلت دول كبيرة رغبة في أمريكا ورهبة منها عندما صرّح أتعس رئيس أمريكي إلى حد الآن بأن "من ليس معنا يعتبر ضدنا" معتبرا ذلك استدعاء للحروب الصليبية المقدسة دون أن يثير ذلك حفيظة الدول العربية التي تألبت على العراق من أجل تحقيق الأجندة الامريكية المتمثلة في النظام العالمي الجديد الذي لا تزال ملامحه ترتسم إلى حد الساعة في طمس ملامح دول عديدة إما بالتقسيم إو بزرع الصراعات العرقية والمذهبية أو بتحويل كامل الدولة إلى دولة فاشلة. رأينا ذلك في السودان والعراق وليبيا وسوريا واليمن ومصر إلى حد ما.....
   من المضحك ان بلير الذي يحمله هذا التقرير البريطاني الذي تعطل سبع سنين عجاف أوزار العدوان على العراق، لا يزال مصرا على أن الحرب أنقذت العالم من كارثة "لوووووول"، كأني به يتهكم على مليون شهيد وتحويل العراق من دولة ذات سيادة إلى دولة فاشلة تتحكم فيها قوى شيعية حاولت عقودا أن يكون لها أذرعة واجنحة في العراق ولكن الزعيم العراقي صدام حسين حرق أجنحتها وقصّ أذرعتها وسد أمامها جميع المنافذ باعتباره زعيما وطنيا رغم أخطائه العديدة التي يشترك فيها مع العديد من الرؤساء والحكام والزعماء في العالم ومنهم بوش الأرعن والببغاء توني بلير الذي يسعى بعض النواب البريطانيين إلى سحب لقب رئيس الوزراء الأسبق منه لكونه وعد بوش الابن بالوقوف معه مهما كان، فقذ ذكرت لجنة التحقيق البريطانية أنّ "بريطانيا اختارت الانضمام إلى غزو العراق قبل استنفاد كل الخيارات السلمية لتفكيك ترسانة العراق"،أوان الخيار العسكري في ذلك الوقت لم يكن الخيار الأخير" ذلك أن "الاحكام في شأن أسلحة الدمار الشامل في العراق قدمت بيقين غير مبرّر"، وتم تقليل شأن تداعيات الغزو أو العدوان حسب رأيي.
فقد توصل التقرير الذي وصل إلى 2,6 مليون كلمة إلى أن:
1-  بلير يتحمل المسؤولية الكاملة في الزج ببريطانيا في الحرب على العراق خاصة أنه بالغ كثيرا أمام البرلمان البريطاني في الحديث عن خطورة صدام حسين وأخطأ عندما وعد بوش بالإنضمام إلى الحرب سنة 2002، وقد اعتذر بلير مرارا مدعيا أن راعى في تلك الفترة خيار الوضعية الأفضل لبريطانيا وانه يتحمل المسؤولية لوحده في ذلك.
 2- تسرع بريطانيا في الدخول في الحرب سنة 2003 قبل استيفاء كل الفرص السلمية التي قد تحول دون دخولها للحرب على غرار فرنسا وغيرها من الدول التي نأت بنفسها عن ذلك باعتبار أن العمل العسكري الذي ساعدت كل من تركيا ومصر وغيرهما من الدول العربية لاسلامية إلى التسهيل له لم يكن حتميا.
3- الخطط التي رسمتها بريطانيا لما بعد سقوط صدام حسين لم تكن مناسبة على الاطلاق

4- اللجوء إلى القضاء البريطاني، إذ لم يتهم التقرير بلير مباشرة ولم ينف التهمة عنه وإنما ترك الحكم للقضاء وتحرك أهالي الضحايا الذين حذروا الحكومة البريطانية من الملاحقة القضائية لما تم إرجاء التقرير عدة مرات منذ 2009، ينضاف إلى ذلك الرأي العام البريطاني الذي عارض الحرب في مجمله.
تابع القراءة Résuméabuiyad

الخميس، 9 أبريل 2015

أرشيفهم وتاريخنا حسب مصالحهم


   باريس تحضر للكشف عن وثائق تدين دبلوماسيين وعسكريين فرنسيين ساعدوا في مجازر التوتسي التي بلغت 800.000 قتيل في روندا 1994، إثر إعانة باريس لقبائل الهوتو المتحكمة سياسيا وديموقرافيا. ويبدو ان هذا التدخل السافر في الشؤون الروندية والذي اعرب عنه الرئيس الروندي في العام الماضي إثر رفض تمثيل باريس في الذكرى الـ20 عند ما منع هولاند وسفيره من الحضور، بدأ ينفرج منذ زيارة الرئيس الروندي بول كاغامي لباريس في العام الماضي.

    ربما يكون كاغامي قد عقد صفقة مع فرانسوا هولاند كي يكشف أرشيف الأليزي عن الوثائق التي تدين باريس، ولكن هل ستظهر باريس الحقيقة أم أن باريس ستواصل تحكمها الإمبريالي في روندا وإفريقيا حيث أن التاريخ الإفريقي أو العالم الثالث بأسره تكتبه الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة نتيجة إلى أن  الوثائق التي تظهرها المحكومة الاستعمارية  مرتبطة بمصالحها السياسية والاقتصادية والثقافية؟

   تجدر الإشارة أن سبب الحرب في روندا هو ان الجبهة الوطنية الروندية التي نشأت في أوغندا إثر تهجير التوتسي بع انتفاضة الهوتو في الستينيات. فقد اقتحمت هذه الجبهة الأراضي الروندية بعد انتصارات عديدة وصلت من خلالها إلى 45 كلم من كيغالي العاصمة الروندية ولكن تدخل فرنسا والزائير شل تقدمهم. وبعد أن أصبحت فرنسا الداعم الرئيسي للحكومة الروندية إثر تراجع المساعدات البلجيكية نتيجة الضغوط السياسية والقانونية التي تمنع القوات البلجيكة من التدخل في الحروب الأهلية التي فجرتها عندما ميزت في البطاقة الوطنية الروندية بين الهوتو والتوتسي.

  بعد أن أصبحت فرنسا الداعم العسكري الرئيسي للجيش الروندي وعدم وجود أي مدد عسكري للتوتسي تراجعوا إلى شمال شرق روندا ولكن المخابرات الفرنسية بلغت عن أماكنهم مما خول للجيش الروندي إبادتهم عن بكرة ابيهم.
تابع القراءة Résuméabuiyad

الأحد، 29 مارس 2015

حول مسيرة باردو الرافضة للتطرف والإرهاب


 
   مسيرة صفا واحدا ضد الإرهاب حسب شعار القنوات الوطنية التونسية أو المقدرة بـ80.000 مشارك، أو العالم باردو حسب شعار قناة نسمة الحرة أو المغرب العربي التي تزامنت مع حدث القضاء على 8 إرهابيين حسب التوجه العام للتونسيين في منطقة سيدي عيش من ولاية قفصة في الجنوب االتونسي هو توجه تونسي عام داخل توجه عالمي انطلق في فرنسا إثر اعتداءات جريدة Charli Hebdo  التي ساندها معظم الحراك العالمي بهاشتاك Je suis Charlie Hebdo الذي ظهر في تونس Je suis Bardo.

  يسعى هذا التوجه إلى اكتساب أصوات الشعوب في المناطق التي تعرضت إلى إعتداء إرهابي كي تشكل حافزا جماهيريا يدعم قوانين الإرهاب التي ستكون، في البلدان العربية الإفريقية، قيدا كبيرا أمام الحريات التي اكتسبتها الشعوب العربية إثر الحراكات الأخيرة التي كونت ردة فعل مضاد قضى على طموح الشارع العربي واندفاعه إلى عالم من الحرية والمساواة والشغل جعلت الشباب العربي والأفريقي يدفع ثمنه في البحر الأبيض المتوسط هروبا من القمع والتهميش والبطالة التي يعاني منها في بلدانه الأصلية.

   لم تسلم مما يسمى بالثورة المضادة إلا تونس التي تعرضت قبل أسبوعين إلى هجوم إرهابي بعد إعلان ولاية ليبيا التابعة للدولة الإسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط مما دعا François Hollande إلى الحضور اليوم في مسيرة باردو التي انطلق جانبها الشعبي من باب سعدون لتلتحم مع جانبها الرسمي في ساحت باردو وينطلق الجميع إلى متحف باردو من أجل إبراز النصب التذكاري الذي يحمل أسماء ضحايا الهجوم على متحف باردو.

   مسيرة باردو كما قلنا تسعى إلى اكتساب الرأي العام التونسي والعالمي من أجل تكامل الجهود ضد الإرهاب ولكن أيضا من أجل دفع حركة السياحة العمود الفقري للإقتصاد التونسي ومن اجل إثبات وجود تونس وإصلاحاتها الأمنية الأخيرة التي أعادت فيها غربلة قيادات الملفات الامنية في تونس. ورغم التوجه العام الساعي إلى اخفاء الايديولوجيات السياسية مخافة بروز الحساسيات السياسية، نجد أصواتا تنتقد الامن التونسي في حكم ترويكا الذي كانت فيه القنواة التونسية تستضيف متشددين تونسيين قادمين من سوريا يتشدقون على الهواء بما قامو به من قتل وتنكيل لبعض الأشخاص في سوريا ولم يتم استوجواب هؤلاء.

  من بين هؤلاء المنتقدين حركة الجبهة الشعبية المقاطعة للمسيرة على لسان ممثلها على قناة فرانس 24 في برنامج مباشر حول مسيرة باردو صحبة الدكتورة رجاء بن سلامة التي تحمل حركة النهضة مسؤولية انتشار الإرهاب في تونس لعدم القيام بحملة حازمة ضد المتشددين الإسلاميين، بالإضافة إلى رئيسة حركة سياسية تدعى سلمه على القناة الوطنية التي طرحت عدة تساؤلات مفادها أن وراء انتشار الإرهاب إرادة سياسية فتحت له الأبواب وبالتالي تساءلت عن هذه الإرادة الجديدة التي أكد الناطق الرسمي لوزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي فجر الأحد القضاء على 9 عناصر إرهابية في ملاحقة أمنية في منطقة سيدي عيش بولاية قفصة.

  وقد ذكرت مواقع عديدة منها Tevzatv أن العملية المذكورة قضت على لقمان ابو صخر... وقد أظهر أحد ضيوف قناة نسمه على الهواء في جهاز أيباد صورة ذكر أنها اضحايا عملية قفصة ولكن مهندسي القناة أثبتوا أنها ليست الصورة الحقيقية لقتلى عملية سيدي عيش وإنما هي  صورة نشرت في موقع جزائري في سبتمبر 2013 لتسعة قتلى جزائريين من بينهم تونسي وصورة قيل أنها لخالد الشايب الملقب بلقمان أبو صخر وأخرى لناصر العاتري الذين ذكرت بعض المواقع انهما قتلا البارحة في تونس مرة ثانية.

  وقبل أن نختم هذه الإطلالة نشير إلى طرد إمام جامع الزيتونة إذيذانا بالبدء في عملية إخضاع بعض المساجد التونسية غير المرخصة حسب الأمن التونسي أو غير الخاضعة لوزارة الشؤون الدينية. نشير إلى  وقوع عملية اعتراض لرحلة تتوجه إلى الحممات ولكن تدخل الشرطة أفضى إلى اعتقال الأشخاص معتدين وفي حوزتهم سلاح كلاش نكوف ويبدو أن الناطق الرسمي لوزارة الخارجية كذب هذه القضية واعتبرها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. تجاوزا للخلل الإعلامي الذي أظهرته قناة نسمة في الصورة التي لم يتم نشرها حتى 12: 00 بتوقيت تونس، نتمنى أن تتغلب تونس على هذه الموجة الإرهابية وأن تجتث حتى خلاياه النائمة وأن تبقي قواة الأمن التونسية على بعض المتشددين كي يجدوا خيوطا تساعدهم على اجتثاث الإرهاب.
تابع القراءة Résuméabuiyad

الاثنين، 16 مارس 2015

أهداف الجنرال الخفية للحوار السياسي مع المنتدى



   يبدو أن هوس الجنرال بالحكم أو المحاولة الصحية التي يسعى إليها آل عزيز ومطبليهم تبحث على مضض عن منفذ يقيهم شر أعمالهم الحالية من نهب للمال العام واقتناص لمناقصات الدولة باسم شركات وهمية ورقية لشرعنة الاستراتيجية الجديدة في ابتلاع المال العام.

  فلم يعد آل عزيز واثقين من أن مسرحية الحوار الذي لا يزال الجميع يقدم له رجلا ويؤخر له أخرى سيكون له نتيجة تقيهم شر حصاد ما زرعوا وبالتالي بدأ جبابرة الفساد يتحلقون حسب تقدمي من أجل جلب الغوغائية بائعي القضايا الوطنية بالمبالغ الزهيدة لتنظيم مسيرات تطالب بتغيير الدستور تماما كما فعلوا بمساندة ول محم رئيس الاتحاد من أجل "اللّك" أو الجمهورية حسب ادعاء المؤسسين في تخطيطهم الانقلابي على الشرعية التي لا يزال رجعه يغذي الأزمة السياسية في البلاد.

 أصبح الجميع في الوقت الحالي يبحث عن وريث لحكم عزيز يقيه شر نهاية مبارك ومحاكمته المسرحية. ويبدو أنهم وضعوا مسطرة الخيارات التي بدأت بعريضة الحوار العزيزية، وهناك حديث حول بَرْلَمَنَة النظام الموريتاني من أجل أن يتفادى الجنرال كل المعيقات التي قد تحرمه من العيش في كنف الأموال الطائلة التي نهبها من خزينة الدولة على مرمى ومسامع الجميع. 

   فإذا كان عمدة ازويرات صرح بجزء مما نهب فإن شراء الجنرالة تكيبر لفلل في مراكش وباريس ودبي حسب مقالات نشرت في المواقع العام الماضي لا تخلوا من نوع من الإعتراف غير المباشر الفاضح لسينفونية محاربة الفساد التي أطلقها رئيس التفقير منذ الإنقلاب وبداية التمهيد لمأموريته أو تآمره والدولة العميقة في نهب ممتلكات المجتمع الأهلي الموريتاني في مأموريتين اثنتين لم تشف غليلهم مما حدا بهم إلى اختلاق الأجواء لمأمورية ثالثة يسعون فيها إلى جعل الجنرال صنما سياسيا يعتكف لديه كل زبانية خراب البلاد والعباد.


تجدر الإشارة أن المطالبة السياسية بالحكم البرلماني كانت هي السبب في إبعاد مؤسس الدولة المختار ولد داداه لرفيق دربه سيد المختار ولد يحي انجاي رفيق دربه وممثل موريتانيا لثمان سنين في البرلمان الفرنسي مما جعله بالخبرة يسعى إلى تحاشي الحكم الرئاسي أثناء فترة الموضة السياسية للحزب الواحد خوفا من تسلل براثين الدكتاتورية وجنون العظمه إلى تصريف الرئيس للحكم.
تابع القراءة Résuméabuiyad

الأحد، 8 مارس 2015

مقتطف من كلمة رئيس تحرير رأي اليوم الإعلامي القدير عبد الباري عطوان حول زيارة وزير الخارجية الأردني إلى إيران ودعوته للحوار العربي الإيراني من هناك

   امريكا ادركت ان ايران المحاصرة استطاعت ان تهيمن على نصف الدول العربية تقريبا، سيطرت على العراق واليمن ولبنان وسورية، ومدت نفوذها الى فلسطين عبر فصائل المقاومة وحركاتها، واحتضنت المقاومة، وتحالفت مع روسيا والصين، كل هذا وهي تحت الحصارين الاقتصادي والسياسي، فكيف سيكون الحال الآن وبعد رفع هذا الحصار في غضون اسبوعين، اي ان التوقيع على اتفاق الاطار الذي سيؤدي الى ذلك؟

ايران تقاتل الآن في العراق ضد “الدولة الاسلامية”، وفي سورية لمنع سقوط حليفها بشار الاسد، وتقترب قواتها من السيطرة على الجولان السوري المحرر في درعا والقنيطرة، وباتت تملك ترسانة عسكرية قوية، وطائرات بطيار وبدونه، كلها من انتاج مصانعها الحربية، فماذا يصنع العرب؟

وربما يجادل بعض الذين يقاومون تجرع كأس الهزيمة المر مرارة العلقم، بأن الاتفاق النووي سيؤدي الى تجميد عمليات التخصيب لعشر سنوات، وستكون المنشآت النووية تحت مراقبة لصيقة عبر كاميرات وكالة الطاقة النووية في فيينا، وهذا صحيح، ولكن مخزون ايران من اليورانيوم المخصب سيظل موجودا، وكذلك عشرون الف وحدة طرد مركزي، والاهم من كل هذا وذاك، الخبرة العالية والعقول الجبارة التي كانت وستظل تدير هذه البرامج ويمكن توظيفها في اي لحظة لصنع الاسلحة النووية، هذا اذا لم يكونوا نجحوا في تصنيعها في السر.

الوزير الاردني جودة يتحدث عن حوار تقوم به الجامعة العربية مع ايران، ولا نعرف ما اذا كان قام بهذه المبادرة من بنات افكاره وحكومته، ام انه مكلف بها من قبل حلفاء بلاده الخليجيين الذين يهيمنون على هذه الجامعة منذ انسحاب مصر من الساحة، وتدمير العراق، واغراق سورية في الحرب الاهلية، وتحويل ليبيا الى دولة فاشلة، وتفجير الحرب المذهبية في اليمن، فالاردن لا يمكن ان يقوم بمثل هذه المبادرة دون ان يوصى بها من هنا او هناك.

دعوة الوزير الاردني الى الحوار تظل غامضة، ودعونا نعوم بفلك غموضها ونقول ان الحوار مع طهران يعني الحوار مع الرئيس بشار الاسد في سورية، واقامة جسور الود مع السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، ووقف مهاجمة “حزب الله”، والاعتراف بحركة “انصار الله” الحوثية كحركة يمنية اصلاحية اصيلة، والاستماع الى مطالب المعارضة الشيعية في البحرين التي تقدمت بها الى الاسرة الحاكمة اثناء الحوار الذي رعاه ولي عهد البلاد، والافراج عن الشيخ علي سلمان رئيس حركة الوفاق.

فاذا كان الحوار المقبل مع ايران لا يشمل هذه القضايا والمطالب، فعلى ماذا سيتحاور العرب وجامعتهم مع ايران؟ حول اسعار الفستق الحلبي، ام تصدير سمك الزبيدي، ام قضايا التلوث البيئي في منطقة الخليج؟



تابع القراءة Résuméabuiyad

الأحد، 22 فبراير 2015

قراءة في النظام الحانوتي وردوده (الجزء 1)

  
 نشأ السنن السياسي ذو الطابع القبلي مع بداية فرض الديموقراطية على العالم المتخلف في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وبما أننا نوسم "بالسيبة" منذ زمن بعيد، ونعتبر أوفياء للعادات والتقاليد البائد منها، وغير الصالح بالأساس؛ انغمسنا في النهج الجديد بنهم دون أن نميز بينه ومعاييرنا الغثة حتى أصبح نهجا ملائما خاصا، وبات منتقده مجنونا بل مرتدا. فتبدلت المفاهيم والمعايير الصالحة التي كان الأجداد والمجتمع الشنقيطي يعتمدونها وحلت محلها مفاهيم غريبة. أصبحت الرجولة تطلق على المزور ناهب المال العام الذي يتقلب في المناصب السامية مكافأة له على العمل المتقن الذي يقدمه في حق المؤسسة الاجتماعية. وأما المستقيم الساهر على المصالح العامة فـ"مبيدل" و"ازويكل"، لا مكان له في المنظومة. وكل المجتمع يزدريه وينظر إليه بالدونية.
تابع القراءة Résuméabuiyad

قراءة في النظام الحانوتي وردوده (الجزء 5)

2- الردود على المسار الحانوتي:

    تنبأ الطبيب بأن هذه الردود ستكون "قاسية" لقيامها على عنصر "المفاجأة" نتيجة تضارب الموقفين الذين طبعا مسار كتبته. نشير إلى أن قوة التضارب والتناقض النفسي الذي أثارته هذه المقالات يعود في جزء منه إلى غياب التموقع الموضعي للأحداث في ذهن المتقبل. فذهن الإنسان ربما لأسباب ذهنية عرفانية أو بايلوجية غير قادر على استيعاب أن الإنسان لظروف ما ولتموقع ما وللتشبع بأيديولوجية ما يتخذ مواقف تختلف إن اختلفت منطلقاته التصورية بدرجة لا يمكن أن نمثلها إلا بالحرباء Caméléon التي تأخذ لون محيطها الخارجي. وهي طريقة في التخفي تمتدحها بعض الثقافات كالفرنسية مثلا وتذمها بعض الثقافات كالعربية على الرغم من أن لنا أمثلة في المأثور الشعبي تمتدحها شئنا أم أبينا "ألِّ ادْخَلْ غَابَه يَزْوِ زَيْ اَطْيُورْها".
تابع القراءة Résuméabuiyad

قراءة في النظام الحانوتي وردوده (الجزء 4)

ج.1- النظام الحانوتي/3 "أودية العطش" والنظام القبلي

   النظام الحانوتي، القبلي، الجيبي، .... كلها أسماء لمسمى واحد جثم على البلاد مذ خمسة عقود ونيف. ويبدو أن الشيخ بعد تكاثف دلالات التسميات والمفاهيم المتعلقة بما يزيد على نصف قرن من الحكم الريعي في البلاد لا على مستوى أن السلطة الموريتانية مجرد حارس للمستثمرين الأجانب، فلو كان الأمر كذلك لكنا في مرتبة الدول الإفريقية الأخرى، وإنما تتمثل هذه الريعية في اعتبار السلطات الموريتانية بمثابة البودجارد لتجار موريتانيين يطلقون على أنفسهم درجة رجال الأعمال. وأظن أن قضية عمال الميناء التي أثارها "كارب" سيد(هم) محمد ولد غده الذي يريد الاستعلاء على السلطة والعمال وعدم دفع حقوقهم، على غرار بقية التجار، مثال حي على هذا الأمر.
تابع القراءة Résuméabuiyad

قراءة في النظام الحانوتي وردوده (الجزء3)

ب.1- النظام الحانوتي/2: استلهام مفهوم النظام الحانوتي لقدرات الوكاف التزييفية


   انطلق المقال الثاني أي تحليل ما جاء في الاستهلال بسورة التوبة/114 ودائما مع قصة إبراهيم. ولكن هنا ركز الدكتور على إقلاع إبراهيم عن الدعاء لأبيه والتبرؤ منه لما تبين له عداؤه للرسالة التي جاء بها. ومن هنا نستنتج إذا ما حاولنا الرجوع إلى النظام الحانوتي أن الباحث وقف على حقيقة مفادها أن ما كان يتوخاه من الحاجب أصبح بمثابة مطاردة خيط دخان. ولذلك أقلع عن محاولته اليائسة وأخذ في البحث عن بديل، وليس في الأمر تناقض مثل ما يظن البعض، حسب تسلسل قصة إبراهيم، وحسب تناسق الوكاف - وليس هو الوزير الأول كما أشار إلى ذلك الحاج ولد المصطفي في "أسئلة وملاحظات (حول المسار الحانوتي)" بفهم متعجل نوعا ما - مع النظام الموريتاني؛ وما يعكس ذلك من خلاف بين كتابات الرجل وهو في رحم النظام مع كتاباته وهو يصفه بالحانوتي. وبالتالي يبدو أن الرجل كان ينتظر طفرة النمور الآسوية فوجد نفسه في الصومال، أو خارج التاريخ.
تابع القراءة Résuméabuiyad

قراءة في النظام الحانوتي وردوده (الجزء 2)

أ- المقال الأول: وكاف حانوت الدويره
   استفتح الدكتور خطبته بآيات من سورة الأنعام (74-79). وأظن أن الكاتب يريد منها أن المرء في بحثه الدؤوب عن الحقيقة قد يراها في أشياء عديدة ولكن في آخر المطاف قد يقف عليها على غرار سعي إبراهيم في بحثه عن الخالق عندما طلبه في الكواكب. وأظن أن كل ذالك بمثابة الكناية عن مسار الدكتور الذي من خلال كتاباته أظهر نفسه باحثا عن الحقيقة التي نراها في مقالاته تعني المصلحة الوطنية. بقي إن كان هذا الأمر هو المحرك الفعلي أم لا !!!، أظن أن المراحل القادمة ستبين ذلك. ويبدو أن إجابة على هذا السؤال توجد في الفقرة الموالية للآية إن اعتبرنا أن اختيار الكتابة وسيلة لسبر الرأي. إذ أشار وزير الصحة الأسبق أنه عندما رفض الرئيس السابق معوية إصلاح الأوضاع، دفع الدكتور بولد هيدالة إلى الترشح بما أنه يرى فيه رجل المرحلة.
تابع القراءة Résuméabuiyad

الحقوق محفوظة لمدونة الحروف ©2013-2014 | اتصل بنا | الخصوصية